aop6.com
وهكذا نكن قد أوضحنا حكم من سب الصحابة في المذاهب الأربعة، وأوضحنا هذا الحكم بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. يمكنك الاطلاع على مقالات مشابهة من موقع الموسوعة العربية الشاملة عن طريق الروابط التالية: أسماء الصحابة والتابعين مقدمة بحث ديني عن الصحابة من أشهر المفسرين من الصحابة من هو ثالث الصحابة في الإسلام
منزلة الصحابة الصحابة رضوان الله عليهم هم جيل لن يتكرر، ونخبة مختارة من المؤمنين ، وقوم بارك الله فيهم، فقد اختار الله سبحانه وتعالى الصحابة على علم منه لتلقي تنزيله، وصحبة رسوله، والعمل بدينه، وجعل الله تعالى الصحابة خلفاء للنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته، فاتمنهم على دينه، وكلفهم بتبليغه، وجعلهم أئمة الأمة وقدوتها في العمل به، وجعلهم المرجع في كل ما اختلف به الناس من تأويل كتابه العزيز، فهم النموذج الكامل لتطبيق الدين. ومن حق الصحابة على الأمة الإسلامية محبتهم، والاعتراف بفضلهم، والثناء عليهم، والترحم عليهم و الدعاء لهم، وعدم الاعتقاد بعصمة أحد من الصحابة لأن العصمة لم تثبت إلا للنبي، والصحابة بشر يُخطئون ويصيبون، والكف عن الخوض فيما حصل بينهم من خلاف لأن أكثر ما يُنسَب إليهم هو كذب واختلاق ونفاق، والحذر من سب أي صحابي أو لعنه فهو ظلم وإجرام بحق الصحابي، لأن في تكذيب الصحابي تكذيب لله عز وجل في تزكية الصحابة والثناء عليهم وطعنٌ في النبي.
والأمر في ذلك يصل إلى حتى مجرد لمز النبي في حكم أو غيره كما قال -رحمه الله-: (في حكمه أو قسمه فإنه يجب قتله، كما أمر به في حياته وبعد موته). فاحذر أخي المسلم من هذا المزلق الخطر والطريق السيئ وتجنب ما يغضب الله -عز وجل-. سب الصحابة: الصحابة هم صحابة رسول الله ورفقاء دعوته الذين أثنى الله عليهم في مواضع كثيرة من القرآن قال تعالى: " وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ المُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحسَانٍ, رضي الله عنهم وَرَضُوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنَّاتٍ, تَجرِي تَحتَهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الفَوزُ العَظِيمُ "[التوبة:100]. قال -تعالى-: " مٌّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاء بَينَهُم تَرَاهُم رُكَّعاً سُجَّداً يَبتَغُونَ فَضلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضوَاناً "[الفتح:29] ومن سبهم بعد هذه الآيات فهو مكذب بالقرآن. والواجب نحوهم محبتهم والترضي عنهم والدفاع عنهم، ورد من تعرض لأعراضهم، ولا شك أن حبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان، وقد أجمع العلماء على عدالتهم، أما التعرض لهم وسبهم وازدرائهم فقد قال ابن تيمية -رحمه الله-: (إن كان مستحلاً لسب الصحابة - رضي الله عنهم - فهو كافر).
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فإن نعم الله عظيمة وآلاءه جسيمة وأعظم النعم وأجلها منزلة نعمة الإسلام التي من الله بها علينا وخصنا بها. ومع الغزو الإعلامي المكثف وليونة الدين في القلوب ظهر على ألسنة البعض أمر خطير ومنكر وكبير هو: سب الله -عز وجل- أو الدين أو النبي محمد وأصحابه الكرام.. و في هذه الورقات بيان لعظم الأمر وخطورته حتى ننصح من نراه يفعل ذلك ونعلمه موطن الخير وندله على طريق التوبة. أخي المسلم: الإيمان بالله مبني على التعظيم والإجلال للرب -عز وجل- ولا شك أن سب الله -عز وجل- والاستهزاء به يناقض هذا التعظيم. قال ابن القيم: (وروح العبادة هو الإجلال والمحبة فإذا تخلى أحدهما عن الآخر فسدت فإذا اقترن بهذين الثناء على المحبوب المعظم فذلك حقيقة الحمد والله أعلم). والسب كما عرفه ابن تيمية: هو الكلام الذي يقصد به الانتقاص والاستخفاف وهو ما يفهم منه السب في عقول الناس على اختلاف اعتقاداتهم كاللعن والتقبيح ونحوه. ولا ريب أن سب الله -عز وجل- يعد أقبح وأشنع أنواع المكفرات القولية وإذا كان الاستهزاء بالله كفراً سواء استحله أم لم يستحله فإن السب كفر من باب أولى.
ومنَّ عليهم الله تعالى أن جعل لهم دورًا في نشر الدعوة الإسلامية، ومساندة رسوله الكريم في الدفاع عن الإسلام وحمايته، فشاركوا في العديد من الغزوات مع الرسول-صلّى الله علي وسلّم- والفتوحات بعد عهده، فكان لهم اليد في انتشار وازدهار دين الإسلام بإذن الله وفضله، كما أمرنا رسول الله-صلّى الله عليه وسلّم- باتباع خطاهم وسننهم لما فيها من الصّحة والصواب، ودليل ذلك في حديثه الشريف:" عليكم بسنتي وسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِييْنَ مِنْ بَعْدِي ، تَمَسَّكُوا بها، وعَضُّوا عليها بالنَّوَاجِذِ ،وإيَّاكُم ومُحْدَثَاتِ الأمورِ" [5] ، وفي ذلك رفعٌ لمكانتهم وتقديرٌ لصواب أفعالهم، والله ورسوله أعلم. [6] أقوال العلماء في حكم سب الصحابة إنَّ من يتعرّض للصحابة بالشتم أو السب كمن تعرّض لرسول الله-صلّى الله عليه وسلّم-بذاته، هكذا كان رأي وقول أغلب العلماء، الذين أجمعوا على استنكار هذا الفعل، وفيما يلي سنعرض آراء بعض علماء الدين في حكم سب الصحابة: [6] من أقوال الطحاوي رحمه الله عن أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "حب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا نفرط في حب أحد منهم ، ولا نتبرأ من أحد منهم ، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان".
رجاء، اكتب كلمة: تعليق في المربع التالي