aop6.com
فناشدهم هارون وقال: لا تفعلوا، انظروا ليلتكم هذه ويومكم هذا, فإن جاء وإلا فعلتم ما بدا لكم! فقالوا: نعم! فلما أصبحوا من غد ولم يروا موسى، عاد السامري لمثل قوله بالأمس. قال: وأحدث الله الأجل بعد الأجل الذي جعله بينهم عشرًا, (23) فتم ميقات ربه أربعين ليلة, فعاد هارون فناشدهم إلا ما نظروا يومهم ذلك أيضًا, فإن جاء وإلا فعلتم ما بدا لكم! ثم عاد السامري الثالثة لمثل قوله لهم, وعاد هارون فناشدهم أن ينتظروا، فلما لم يروا... (24) 15072 - قال القاسم، قال الحسين، حدثني حجاج قال، حدثني أبو بكر بن عبد الله الهذليّ قال: قام السامري إلى هارون حين انطلق موسى فقال: يا نبي الله، إنا استعرنا يوم خرجنا من القبط حليًّا كثيرًا من زينتهم, وإن الجند الذين معك قد أسرعوا في الحلي يبيعونه وينفقونه, (25) وإنما كان عارية من آل فرعون، فليسوا بأحياء فنردّها عليهم, ولا ندري لعل أخاك نبيّ الله موسى إذا جاء يكون له فيها رأي, إما يقرّبها قربانا فتأكلها النار, وإما يجعلها للفقراء دون الأغنياء! فقال له هارون: نِعْمَ ما رأيت وما قلت! فأمر مناديًا فنادى: من كان عنده شيء من حليّ آل فرعون فليأتنا به! فأتوه به, فقال هارون: يا سامري أنت أحق من كانت عنده هذه الخزانة!
(وَالَّذِينَ) اسم موصول في محل رفع مبتدأ. (كَذَّبُوا بِآياتِنا) فعل ماض تعلق به الجار والمجرور والواو فاعله، والجملة صلة الموصول لا محل لها. (وَلِقاءِ) عطف. (الْآخِرَةِ) مضاف إليه. (حَبِطَتْ أَعْمالُهُمْ) فعل ماض وفاعل والجملة في محل رفع خبر المبتدأ الذين. (هَلْ) حرف استفهام يفيد النفي. (يُجْزَوْنَ) فعل مضارع مبني للمجهول والواو نائب فاعله، وهو المفعول الأول. (إِلَّا) أداة حصر (ما) اسم موصول في محل نصب مفعول به ثان. (كانُوا) كان والواو اسمها والجملة صلة الموصول لا محل له وجملة (يَعْمَلُونَ) في محل نصب خبرها.
فَلَمَّا فَعَلَ اللَّهُ ذَلِكَ بِهِمْ سَأَلَ مُوسَى رَبَّهُ الْكِتَابَ فَأَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَصُومَ ثَلَاثِينَ يَوْمًا، فلما تمّت الثلاثون أَنْكَرَ خُلُوفَ فَمِهِ فَتَسَوَّكَ بِعُودِ خرنوب، وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةِ: أَكَلَ مِنْ لِحَاءِ شَجَرَةٍ فَقَالَتْ لَهُ الْمَلَائِكَةُ: كُنَّا نَشُمُّ مِنْ فِيكَ رَائِحَةَ الْمِسْكِ، فَأَفْسَدْتَهُ بِالسِّوَاكِ فَأَمَرَهُ اللَّهُ أَنْ يَصُومَ عَشْرَةَ أَيَّامٍ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ، وَقَالَ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عندي من ريح المسك، وكانت فِتْنَتُهُمْ فِي الْعَشْرِ الَّتِي زَادَهَا. تفسير القرآن الكريم
فليست جملة: { ولا تتبع سبيل المفسدين} مجرد تأكيد لمضمون جملة { وأصلح} تأكيداً للشيء بنفي ضده مثل قوله: { أموات غير أحياء} [ النحل: 21] لأنها لو كان ذلك هو المقصَد منها لجُرّدت من حرف العطف ، ولاقتصر على النهي عن الإفساد فقيل: وأصلح لا تفسد ، نعم يحصل من معانيها ما فيه تأكيد لمضمون جملة: { وأصلح}.